من ذكريات الصحوة
يوم في التسعينات..
استيقظت على اتصالات هاتفية مزعجه من صديقه لي.. ايقضتني لنقوم انا و هي بشراء صبغ بخاخ ونذهب لإزالة ما كتب على جدار مدرسة اختها قبل موعد خروج الطالبات في الظهيرة.. كان شخص قد قام بكتابة اسم زميلة لأختها على حائط المدرسة بجانب الباب الرئيسي مساءاً ليأتي الجميع صباحاً, الاهالي, المدرسات, الطالبات, وجيران الحي ليروا اسمها من بين 300 طالبه على جدار المدرسة..
على شارع عام , يقطعه يومياً كل من اراد الانتقال من شرق المدينة لغربها او يسلك الطريق السريع لخارجها.. نصف البلد رأت اسم الفتاة الصغيرة مصحوب بأقذر النعوت .. كان عمرها 13 سنة
طفلة.. بفضيحه لا يقوى تحملها ذي الاربعين عاماً.. حكم عليها و اخوتها بحكم مؤبد في تلك اللحظة.. هذه الفضيحه ستتبعها مدى الحياة..
لم اكن اعرفها, لكني عرفت في تلك اللحظة ان هذه الفتاة ستكون دائماً الفتاة التي كتب اسمها على جدار المدرسة.. لن تدعى لحفلات الصف الثالث ثانوي.. لن يمشي معها احد خلال الفسحه.. لن تعطيها اي بنت ما فاتها من الواجب المدرسي.. لن تتزوج.. لا فستان ابيض لها او لأخوتها.. لا اطفال.. للأبد عذراء لا تدخل دنيا.. لن يكلمها احد.
كان لهذا النوع من الاحداث تأثير كبير فيّ وفي من صاحبني المراهقة والشباب في تلك الفترة.. اصبحنا خائفين.. نخاف ان نستيقض غداً و نجد اسمائنا على جدران البلد.. خائفين ان نلفت انتباه اي انسان, فقد نصده و يكتب عننا حقداً.. قد نبتسم و يحكم علينا بأننا نستاهل التشهير..
في الثمانينات و التسعينات كان الكل يخشى ان يقول اسمه..
Posted by SaudiEve at 3:00 PM
0 Comments
Post a Comment
« Home