لقاء بين الذين ذهبوا
الحلقة الثالثة: الذين رحلو
الحلقة الثالثة: الذين رحلو
س : و ماذا جرا لذاك ؟ الـعشـ ....... الرجل الجديد ؟
ن : رحل! ... رحل مثل كل الذين رحلو ... فهو و عشاقها الكثيرون ... – و منهم أنت يا عزيزي- لستم مجرد عبث من عبثها ... طفلتي الصغيرة تمل دماها بسرعة ... و أنتم كلكم تأتون و ترحلون كما أتيتم , ترحلون دون حتى أن تحصلو على متعة أن تعرفوا أنكم للتو تركتم الجنة ... كلكم, كلكم تذهبون, و أنا فقط الباقي .
س : ( بصوت منخفض) أمتأكد !
ن : من ماذا ؟
س : أنك ........"باقي"؟
ن : ( يرتفع صوته ) هه ! متأكد ؟.... ما هذا السؤال الأبله! ... و كنت بصدق تعتقد أنك -بهذا العقل- تملك فرصة حقيقية معها ! ... أبهذا العقل تستغرب أنها لم تخبرك عني! ... لا بل عن أي شيء!! ... أنت لا تعرف عنها أي شيء ... أي شيء ... كلما تحدثت معك أكثر أتأكد من ذلك ...... فعلاً سؤال أبله!! ... وحدي أنا الذي عرفتها أما أنتم فـ(يقاطعه)
س : أنا أعرف ما يكفيني .. أعرف أنها ..... في زمني القصير معها ....أحبتني ... بصدق و ليس كما تصف ابداً
ن : أحبتك إذاً! .....هه! ( بسخرية )و كيف أحبتك يا "أبو حُب" ؟
س : ... كيف أحبتني ؟.......(يبسط كفيه و يرفع كتفيه) أحبتني ! .........أحبتني .......أحبتني مثلما تحب النساء!..... كانت تحب صوتي, تحب .... قربي منها ... اهتمامي بها ... تحب .... تنام بقرب حاجاتي الصغيرة التي تحتفظ بها ... تقبل صورتي في اليوم مرات .... تشتاق لي ... تحلم بي ... تغرقني برسائلها التي أخبرتها يوماً أن لا أحد يكتب أجمل منـ.. (يقاطعه)
ن : وكما أخبرتها أنا قبلك ...و كما عشيقها الذي حدثتك عنه ...و كما أتوقع أن أخبرها كل عشاقها ... آه كم نبدو نحن مملين مقارنة بها ...... أتعتقد أنها كانت تمل منا فتهجرنا لهذا السبب؟.. ..... تهجرنا لتنتقل لحبيبٍ جديد, لا يمللها .. لا يمللها إلى أن يرتكب أكبر حماقة في حياته, هه! بل وأكبر حماقة في نظرها هي ايضاً ! .... و هي أن يحبها .... أن يحبها رجل.... يحبها فيكلمها بكل توافه قلبه ... بكل التوافه التي يكلم الأحبة العاديون بها بعضهم.. يقول لها عن فقدانه الشهية منذ أن أحبها.. و عن فقدانه القدرة على التركيز.... و فقدانه نفسه التي -بكل سخف- أضاعها بها,و كأنه يتحدثها عن محفظته أو مفتاح منزله ... و هي , (بسخرية) كونها غير بقية نساء الكون...كونها .... حوّاء.... أمنا حوّاء ذاتها! .... لا يسوغها هذا الحديث .... لا يسوغها –كبقية النساء- رجلاً صادقاً يناديها ببساطة مشاعره "يا قلبي" ... يمللها .... هذا الرجل –الصادق- يمللها ... ......هي تنتظر رجلاً يقول لها كلاماً آخر .... كلاماً ملهماً من الله ......من الله الواحد الأحد , و ليس من بطنه أو قلبه !........ أو أي من أعضائة الاخرى!!....... رجل يراها فيقول أنت... أنت من أوجدك الله مني ......أوجدك لي, خصيصاً لي .......ولا شي أقل من ذلك!....... تنتظر رجل يقول لها كلاماً مقدساً ... رجلاً تأتيه النبؤه إذ أحبها ...... رجل فور أن يراها يتفوه بكلام مثل : دعي الكون الجماد و عودي لجسدي ......رجل يقول لها عن جسده "مكانك الذي أخذت منه أول مره" ...... مكانك الذي أخذك منه الله ....و هاهو الله يعيدك..يكرمني فيعيدك.... رجل يقول تعالي نكوّن جسدا واحدا كما شائنا الله أول مره.... هي تنتظر رجل يقول " عظم من عظامي و لحم من لحمي" لا أقل من ذلك .... أبداً... رجلاً يقول كلاماً الهياً ........ تنتظر ذلك الرجل .... ولا ترغب بصدق بغير ذلك الرجل ......... تنتظر و لا تعلم أن هذا الكلام لا يقوله الرجال ... لا يقوله الرجال العاديون اذا احبوا ... حتى الشعراء لن يتمكنوا من قوله لها .... و لا السياسيون من شراءه لها ..... هذا الكلام لا يقوله إلا أمثال اليسوع .... و كلنا نعلم أنه لا أمثال لليسوع في هذه الدنيا ..... كلام كهذا لا نسمعه نحن البشر إلا عبر الأنبياء .... عبر الانبياء ذاتهم...... و عبر الانبياء فقط!!...و لأنكم – انت و كل عشاقها- كلكم ....لستم أنبياء ... فإنكم تمللونها !.......تمللونها فتطردكم و تنتقل لمن لا يمللها ..... لمن لا يمللها, بعد .
س :.....لا لا .....لا أعتقد !...بل كانت تحب أن أناديها يا..... هي أطيب و أبسط... أنا أعرف ذلك عنها على الأقل .... هي تحب الحب ... و تموت دونه.... أنا متأكد من ذلك
( يتذكر كل منهما حواراته معها, يتذكران ردات فعلها, و يتسائلان أيهما يحدث حقيقتها. إن كانت لها حقيقة واحدة! )
ن : رحل! ... رحل مثل كل الذين رحلو ... فهو و عشاقها الكثيرون ... – و منهم أنت يا عزيزي- لستم مجرد عبث من عبثها ... طفلتي الصغيرة تمل دماها بسرعة ... و أنتم كلكم تأتون و ترحلون كما أتيتم , ترحلون دون حتى أن تحصلو على متعة أن تعرفوا أنكم للتو تركتم الجنة ... كلكم, كلكم تذهبون, و أنا فقط الباقي .
س : ( بصوت منخفض) أمتأكد !
ن : من ماذا ؟
س : أنك ........"باقي"؟
ن : ( يرتفع صوته ) هه ! متأكد ؟.... ما هذا السؤال الأبله! ... و كنت بصدق تعتقد أنك -بهذا العقل- تملك فرصة حقيقية معها ! ... أبهذا العقل تستغرب أنها لم تخبرك عني! ... لا بل عن أي شيء!! ... أنت لا تعرف عنها أي شيء ... أي شيء ... كلما تحدثت معك أكثر أتأكد من ذلك ...... فعلاً سؤال أبله!! ... وحدي أنا الذي عرفتها أما أنتم فـ(يقاطعه)
س : أنا أعرف ما يكفيني .. أعرف أنها ..... في زمني القصير معها ....أحبتني ... بصدق و ليس كما تصف ابداً
ن : أحبتك إذاً! .....هه! ( بسخرية )و كيف أحبتك يا "أبو حُب" ؟
س : ... كيف أحبتني ؟.......(يبسط كفيه و يرفع كتفيه) أحبتني ! .........أحبتني .......أحبتني مثلما تحب النساء!..... كانت تحب صوتي, تحب .... قربي منها ... اهتمامي بها ... تحب .... تنام بقرب حاجاتي الصغيرة التي تحتفظ بها ... تقبل صورتي في اليوم مرات .... تشتاق لي ... تحلم بي ... تغرقني برسائلها التي أخبرتها يوماً أن لا أحد يكتب أجمل منـ.. (يقاطعه)
ن : وكما أخبرتها أنا قبلك ...و كما عشيقها الذي حدثتك عنه ...و كما أتوقع أن أخبرها كل عشاقها ... آه كم نبدو نحن مملين مقارنة بها ...... أتعتقد أنها كانت تمل منا فتهجرنا لهذا السبب؟.. ..... تهجرنا لتنتقل لحبيبٍ جديد, لا يمللها .. لا يمللها إلى أن يرتكب أكبر حماقة في حياته, هه! بل وأكبر حماقة في نظرها هي ايضاً ! .... و هي أن يحبها .... أن يحبها رجل.... يحبها فيكلمها بكل توافه قلبه ... بكل التوافه التي يكلم الأحبة العاديون بها بعضهم.. يقول لها عن فقدانه الشهية منذ أن أحبها.. و عن فقدانه القدرة على التركيز.... و فقدانه نفسه التي -بكل سخف- أضاعها بها,و كأنه يتحدثها عن محفظته أو مفتاح منزله ... و هي , (بسخرية) كونها غير بقية نساء الكون...كونها .... حوّاء.... أمنا حوّاء ذاتها! .... لا يسوغها هذا الحديث .... لا يسوغها –كبقية النساء- رجلاً صادقاً يناديها ببساطة مشاعره "يا قلبي" ... يمللها .... هذا الرجل –الصادق- يمللها ... ......هي تنتظر رجلاً يقول لها كلاماً آخر .... كلاماً ملهماً من الله ......من الله الواحد الأحد , و ليس من بطنه أو قلبه !........ أو أي من أعضائة الاخرى!!....... رجل يراها فيقول أنت... أنت من أوجدك الله مني ......أوجدك لي, خصيصاً لي .......ولا شي أقل من ذلك!....... تنتظر رجل يقول لها كلاماً مقدساً ... رجلاً تأتيه النبؤه إذ أحبها ...... رجل فور أن يراها يتفوه بكلام مثل : دعي الكون الجماد و عودي لجسدي ......رجل يقول لها عن جسده "مكانك الذي أخذت منه أول مره" ...... مكانك الذي أخذك منه الله ....و هاهو الله يعيدك..يكرمني فيعيدك.... رجل يقول تعالي نكوّن جسدا واحدا كما شائنا الله أول مره.... هي تنتظر رجل يقول " عظم من عظامي و لحم من لحمي" لا أقل من ذلك .... أبداً... رجلاً يقول كلاماً الهياً ........ تنتظر ذلك الرجل .... ولا ترغب بصدق بغير ذلك الرجل ......... تنتظر و لا تعلم أن هذا الكلام لا يقوله الرجال ... لا يقوله الرجال العاديون اذا احبوا ... حتى الشعراء لن يتمكنوا من قوله لها .... و لا السياسيون من شراءه لها ..... هذا الكلام لا يقوله إلا أمثال اليسوع .... و كلنا نعلم أنه لا أمثال لليسوع في هذه الدنيا ..... كلام كهذا لا نسمعه نحن البشر إلا عبر الأنبياء .... عبر الانبياء ذاتهم...... و عبر الانبياء فقط!!...و لأنكم – انت و كل عشاقها- كلكم ....لستم أنبياء ... فإنكم تمللونها !.......تمللونها فتطردكم و تنتقل لمن لا يمللها ..... لمن لا يمللها, بعد .
س :.....لا لا .....لا أعتقد !...بل كانت تحب أن أناديها يا..... هي أطيب و أبسط... أنا أعرف ذلك عنها على الأقل .... هي تحب الحب ... و تموت دونه.... أنا متأكد من ذلك
( يتذكر كل منهما حواراته معها, يتذكران ردات فعلها, و يتسائلان أيهما يحدث حقيقتها. إن كانت لها حقيقة واحدة! )
Posted by SaudiEve at 3:10 PM
1 Comments
Boredom.
Mere boredom my friend.
Post a Comment
« Home